الأربعاء، 4 مارس 2009

وصية سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم بالنساء....

وصيةُ سيّدنا النبيِّ صلى الله عليه وسلم بالنساءِ

كانَت في رجالِ قُرَيشٍ صَرَامَةٌ على نسائِهِم، ومنهُم مَن كانَ يَعْمَدُ إليهِنَّ بالأذَى، أما سيُّدُ الإنسانِيَّةِ والرَحمةِ سيّدنا محمدٌ صلى الله عليه وسلم فَمَا ضَرَبَ في حياتِهِ امرأةً ولا خَادِمَاً، وهُوَ الذي يقولُ: اتَّقُوا اللهَ في النِّسَاءِ، فَإِنَّكُمْ أَخَذْتُمُوهُنَّ بِأَمَانَةِ اللهِ، وَاسْتَحْلَلْتُمْ فُرُوجَهُنَّ بِكَلِمَةِ اللهِ ، وقالَ صل الله عليه وسلم: استوصوا بالنساءِ خيرًا فإنَّ المرأةَ خُلِقَتْ مِنْ ضِلَعٍ أعوجَ وإنَّ أعوجَ شيءٍ في الضلعِ أعلاه فإنْ ذهبتَ تُقِيْمَهُ كسرتَه وإنْ تركتَه لم يزلْ أعوجَ فاستَوصُوا بالنساءِ خَيراً .
وكانَ كَأَغْضَبِ مَا يكونُ إذا سَمِعَ بامرأةٍ يَضْرِبُهَا زوجُهَا، فعَن عبد الله ابن زَمْعَةَ قالَ: وَعَظَ سيّدنا النبيُّ صلى الله عليه وسلم النَّاسَ فِي النِّسَاءِ، فَقَالَ: يَضْرِبُ أَحَدُكُمُ امْرَأَتَهُ ضَرْبَ الْعَبْدِ، ثُمَّ يُعَانِقُهَا آخِرَ النَّهَارِ....!!؟ .
وعن أمِّ المؤمنينَ عائشةُ رضيَ اللهُ عنهَا قالَت: مَا ضَرَبَ سيّدنا رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم شَيئاًَ قَطُّ بيدِهِ ولا امرأةً ولا خَادِمَاً؛ إلاَّ أَن يُجَاهِدَ في سبيلِ اللهِ، ومَا نِيْلَ منْهُ شَيءٌ قَطُّ فَينتَقِمُ مِن صاحِبِهِ إلاَّ أَن يُنْتَهَكَ شَيٌء مِن مَحارِمَ اللهِ فَيَنْتَقِمَ .
وقد قالَ سيّدنا رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: لا تَضْرِبُوا إماءَ اللهِ، فَجاءَ عمرُ بنُ الخطابِ رضيَ اللهُ عنْهُ إلى سيّدنا رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فقالَ: ذَئِرنَ النساءُ على أزواجِهِنَّ، فَرَخَّصَ في ضَرْبِهِنَّ، فَأطَافَ بآلِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم نِساءٌ كثيرٌ يَشْكُونَ أزواجَهُنَّ، فقالَ سيّدنا رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: لقد طَاْفَ بآلِ محمدٍ نساءٌ كثيرٌ يَشْكُونَ أزواجَهُنَّ؛ ليسَ أولئِكَ بِخِيَارَكُم .
وعَن بهز بن حكيم حدثني أبي عن جدي قالَ: قلتُ يا رسولَ اللهِ.......نساؤُنَا مَا نَأتِي منهُنَّ ومَا نَذَرُ.......؟ قالَ صلى الله عليه وسلم: ائتِ حَرْثَكَ أنَّى شِئْتَ، وأَطْعِمْهَا إذا طَعِمْتَ، واكْسُهَا إذا اكْتَسَيْتَ، ولا تُقَبِّحِ الوجهَ ولا تَضْرُبْ. وفي روايةٍ بزيادةِ: ولا تَهْجُر إلاَّ في البيتِ .
ولم يَقِفِ الإسلامُ مِن كرامَةِ المرأةِ ورِعَايتِهَا مَوْقِفَ المُكْتَفِي بِكَفِّ الأذَى عنْهَا فَحَسْب، بَل كانَ ممَّا سَنَّهُ سيّدنا رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم تَرْفِيْهُهَا والحِرْصُ على سرورِهَا، واجْتِلابُ مَا يُفْرِحُهَا، ويَشْرَحُ صدرَهَا في حُدودِ مَا أبَاحَهُ اللهُ وفي غَيْرِ مَعْصِيَةٍ، فعَن أمِّ المؤمنينَ عائشةَ رضيَ اللهُ عنهَا قالَت: كُنْتُ ألْعَبُ بالبناتِ عندَ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وكان يَأْتِيْنِي صَوَاحِبِي، قالَت: فَكُنَّ يَنْقَمِعْنَ مِن رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قالَت: فَكَانَ سيّدنا النبيُّ صلى الله عليه وسلم يُسَرِّبُهُنَّ إليَّ فَيَلْعَبْنَ معِي . وفي روايةٍ قالت : كنتُ ألعْبُ بالبنات يوماً، فربما دَخَلَ عليَّ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وعِندي الجَوارِي، فإذا دَخَلَ خَرَجْنَ وإذا خَرَجَ دَخَلْنَ، ولَهُ في أُخْرَى : أنَّ سيّدنا رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قَدِمَ مِنْ غَزْوة تبوك - أو خَيْبَر - وفي سَهْوَتِها سِتْرٌ فهبَّتْ ريحٌ فَكَشَفَت نَاحِيَةَ السِّتْرِ عَن بناتٍ لعَائِشَةَ لُعَبٍ، فقالَ: مَا هذا يا عائشةُ.........؟ قالَت: بَنَاتِي، ورَأى بينَهُنَّ فَرَسَاً لَهُ جَنَاحَان مِن رِقَاعٍ، فقالَ: ومَا هذا الذي أَرَى وَسْطَهُنَّ......؟ قالت: فَرَسٌ، قالَ: ومَا هذا الذي عليهِ........؟ قالَت: جَنَاحَان، قالَ: فَرَسٌ لَهُ جَنَاحَان.....!؟ قالَت: أَمَا سَمِعْتَ أنَّ لِسُليمانَ عليه السلام خَيْلاُ لهَا أجنحةٌ.......؟ فَضَحِكَ صلى الله عليه وسلم حتى رأيْتُ نَواجِذَهُ.
وعنها رضيَ اللهُ عنها قالَت: واللهِ لقد رأيتُ سيّدنا رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقومُ على بابِ حُجْرَتِي والحَبَشَةُ يَلعَبُونَ بالحِرابِ في المسجدِ، وسيّدنا رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَسْتُرُنِي بِرِدَائِهِ لأنْظُرَ إلى لَعِبِهِم بينَ أُذُنِهِ وعَاتِقِهِ، ثُمَّ يقومُ مِن أَجْلِي حتى أَكُونَ أنَا التي أَنْصَرِفُ.


ليست هناك تعليقات: