مَكانَةُ المرأةِ في بلادِ مَا بينَ النَهْرين
الأصلُ اللَفْظِيُ لِبِلادِ مَا بينَ النَهْرَين ـ والتي يُطْلَقُ عليهَا أحيَاناً "بلادُ الرَافِدَين" هُوَ الكَلِمَةُ اللاتِينيَّةُ Mesopota Mia ومَعْنَاهَا "البلادُ التي تَقَعُ بينَ الأنْهَارِ" وهِي وُفْقَاً للتَسْمِيَةِ اليُونَانِيَّةِ القَديمةِ تَرْمُزُ للبلادِ التي تَقَعُ بينَ نَهْرَي دِجْلَةَ والفُرَاتِ، إلاَّ أنَّ الجُغْرافِييِّنَ المُحْدَثِينَ استَخْدَمُوهَا لِتُشَيْرَ للمِنْطَقَةِ بِكَامِلِهَا مِن جبالِ أَرْمِنيا شِمَالاً وحتى الخَليجِ الفَارِسي جَنوبَاً، وتَشْمَلُ حَضَارَةَ سُومَر وحَضَارَةَ بابلَ وحَضَارةَ أَشُور .
إنَّ مكانَ المرأةِ في بلادِ مَا بينَ النَهْرَين كانَ مَكَاناً مُتَرَدِّيَاً للغَايَةِ، فقدَ كانَت كَالسِلْعَةِ تُبَاعُ وتُشْتَرَى، وأحيَانَاً تُعْرَضُ للدَعَارَةِ طَلَبَاً للمَالِ، فَالفَاحِشَةُ كانَت شَائِعَةً في بلادِ مَا بينَ النَهْرَينِ حيثُ كانَ يُسْمَحُ للبَابِلينَ بِقَدْرٍ كَبيرٍ مِنَ العَلاقَاتِ الجِنْسيَّةِ، والسَيِئُّ في الأمرِ أَنَّ المرأةَ لَم يَكُنْ يُسْمَحُ لَهَا أَنْ تَتَزَوَّجَ قَبْلَ أَنْ تُفَضَّ بَكَارَتُهَا مِن رَجلٍ غَيْرِ زوجِهَا المُتَوَقَّعِ، وفي ذلِكَ يقولُ "ول ديورانت" إنَّ هُناكَ قَانُوناً مَفَادُهُ: يَنْبَغِي لِكُلِّ امرأةٍ بابليَّةٍ أَنْ تَجْلِسَ في هَيْكَلِ الزُهْرَةِ مرَّةً في حياتِهَا وأَنْ تُضَاجِعَ رَجُلاً غَريْبَاً...يُلْقِي إليهَا أَحَدُ الغُرَبَاءِ قِطْعَةً مِنَ الفِضَّةِ في حِجْرِهَا ويُضَاجِعُهَا خارِجَ المَعْبَدِ .
ويَروي المُؤَرِّخُ اليُونانِيُّ "هيرودوت" أنَّ على أيِّ امرأةٍ كَلْدَانيَّةٍ في مدينةِ بابلَ أَنْ تَذْهَبَ إلى الزُهْرَة (مليتا) لِيُوَاقِعَهَا أجنَبِيٌّ حتى تَرْضَى عنْهَا (مليتا)، وليسَ لهذِهِ المرأةِ أَنْ تَرُدَّ مَنْ يَطْلُبُهَا كائِنَاً مَن كانَ مَا دامَ قَد رَمَى لَهَا بالمالِ الذي يُعْتَبَرُ مُقَدَّسَاً في ذلِكَ المَكانِ .
ويَحْكِي لنَا التَاريخُ أنَّ مَعْبَدَ "عشتروت" في بابلَ القديمَةِ كانَ يَمْتَلِئُ بالعَاهِراتِ اللائِي يَتَقَدَّمْنَ إلى زَائِري المَعْبَدِ، كَمَا كانَ على كُلِّ امرأةٍ أَنْ تَتَقَدَّمَ مرَّة ًعلى الأقَلِّ إلى مَعْبَدِ "فينوس" لِيُوَاقِعَها أيُّ زائِرٍ في المَعْبَدِ .
أمَّا الزواجُ في بلادِ مَا بينَ النَهْرَين فقد كانَ أَشْبَهَ بالبيعِ في المَزَادِ العَلَنِيِّ، يأتِي رجلٌ ومَعَهُ عددٌ مِنَ الفَتَيَاتِ ثمَّ يبدأُ المَزَادُ، فَيَبْدَأُ بِأَجمَلِهِنَّ ثمَّ التي تَلِيْهَا ثمَّ التي تَلِيْهَا وهَكَذا كَلَّمَا رَسَا المَزَادُ على شَخْصٍ كانَ هُوَ الزَوْجُ !!.
يقولُ لُويس فَرانك: إنَّ البَابِلييِّن كانُوا يُقِيْمُونَ كُلَّ عامٍ في المَدينةِ أو القَرْيَةِ سُوْقَاً فيذهَبُ الفِتْيَانُ إليهَا ويَشْتَرُون نِساءً بالمُزَاودةِ في ثَمَنِهِنَّ لإدِاَرةِ البيتِ والقيامِ بِمَا تَتَطلَّبُهُ الحياةُ الزوجيَّةُ .
وكانُوا يَعْتَقِدُونَ أنَّ التي تَتَزَوَّجُ ولا تَحْمِلُ تَكونُ مُصَابَةً بِلَعْنَةِ الآلِهَةِ أو أَنَّ بِهَا مَسَّاً مِنَ الشيطانِ ولذلِكَ فَهِيَ مُحْتَاجَةٌ للرُقَى والطَلاسِمِ، فإذا ظَلَّت عَاقِراً بَعْدَ ذلِكَ فَلا بُدَّ مِن مَوْتِهَا للتَخَلُّصِ مِن لَعْنَتِهَا . كَمَا أنَّ عَقْدَ الزَواجِ الذي لا يُسْفِرُ عَن مَوْلُودٍ خلالَ عَشْرِ سنينَ يُعْتَبَرُ مَفْسُوخَاً !!.
أمَّا الطَلاقُ فَأَمْرُهُ أَعْجَبُ، فَمِن حَقِّ الرجلِ أَنْ يُطَلِّقَ زوجَتَهُ متى أَرَاد، أمَّا المرأةُ فإنَّها إِنْ أَبْدَت رَغْبَةً في الطَلاقِ مِنْ زَوجِهَا فإنَّها تُطْرَحُ في النَهْرِ لِتَغْرَقَ، أو تُطْرَدُ في الشوَارعِ نِصْفَ عَاريَةٍ لِتَتَعَرَّضَ للمَهَانَةِ والفُجُورِ .
الأصلُ اللَفْظِيُ لِبِلادِ مَا بينَ النَهْرَين ـ والتي يُطْلَقُ عليهَا أحيَاناً "بلادُ الرَافِدَين" هُوَ الكَلِمَةُ اللاتِينيَّةُ Mesopota Mia ومَعْنَاهَا "البلادُ التي تَقَعُ بينَ الأنْهَارِ" وهِي وُفْقَاً للتَسْمِيَةِ اليُونَانِيَّةِ القَديمةِ تَرْمُزُ للبلادِ التي تَقَعُ بينَ نَهْرَي دِجْلَةَ والفُرَاتِ، إلاَّ أنَّ الجُغْرافِييِّنَ المُحْدَثِينَ استَخْدَمُوهَا لِتُشَيْرَ للمِنْطَقَةِ بِكَامِلِهَا مِن جبالِ أَرْمِنيا شِمَالاً وحتى الخَليجِ الفَارِسي جَنوبَاً، وتَشْمَلُ حَضَارَةَ سُومَر وحَضَارَةَ بابلَ وحَضَارةَ أَشُور .
إنَّ مكانَ المرأةِ في بلادِ مَا بينَ النَهْرَين كانَ مَكَاناً مُتَرَدِّيَاً للغَايَةِ، فقدَ كانَت كَالسِلْعَةِ تُبَاعُ وتُشْتَرَى، وأحيَانَاً تُعْرَضُ للدَعَارَةِ طَلَبَاً للمَالِ، فَالفَاحِشَةُ كانَت شَائِعَةً في بلادِ مَا بينَ النَهْرَينِ حيثُ كانَ يُسْمَحُ للبَابِلينَ بِقَدْرٍ كَبيرٍ مِنَ العَلاقَاتِ الجِنْسيَّةِ، والسَيِئُّ في الأمرِ أَنَّ المرأةَ لَم يَكُنْ يُسْمَحُ لَهَا أَنْ تَتَزَوَّجَ قَبْلَ أَنْ تُفَضَّ بَكَارَتُهَا مِن رَجلٍ غَيْرِ زوجِهَا المُتَوَقَّعِ، وفي ذلِكَ يقولُ "ول ديورانت" إنَّ هُناكَ قَانُوناً مَفَادُهُ: يَنْبَغِي لِكُلِّ امرأةٍ بابليَّةٍ أَنْ تَجْلِسَ في هَيْكَلِ الزُهْرَةِ مرَّةً في حياتِهَا وأَنْ تُضَاجِعَ رَجُلاً غَريْبَاً...يُلْقِي إليهَا أَحَدُ الغُرَبَاءِ قِطْعَةً مِنَ الفِضَّةِ في حِجْرِهَا ويُضَاجِعُهَا خارِجَ المَعْبَدِ .
ويَروي المُؤَرِّخُ اليُونانِيُّ "هيرودوت" أنَّ على أيِّ امرأةٍ كَلْدَانيَّةٍ في مدينةِ بابلَ أَنْ تَذْهَبَ إلى الزُهْرَة (مليتا) لِيُوَاقِعَهَا أجنَبِيٌّ حتى تَرْضَى عنْهَا (مليتا)، وليسَ لهذِهِ المرأةِ أَنْ تَرُدَّ مَنْ يَطْلُبُهَا كائِنَاً مَن كانَ مَا دامَ قَد رَمَى لَهَا بالمالِ الذي يُعْتَبَرُ مُقَدَّسَاً في ذلِكَ المَكانِ .
ويَحْكِي لنَا التَاريخُ أنَّ مَعْبَدَ "عشتروت" في بابلَ القديمَةِ كانَ يَمْتَلِئُ بالعَاهِراتِ اللائِي يَتَقَدَّمْنَ إلى زَائِري المَعْبَدِ، كَمَا كانَ على كُلِّ امرأةٍ أَنْ تَتَقَدَّمَ مرَّة ًعلى الأقَلِّ إلى مَعْبَدِ "فينوس" لِيُوَاقِعَها أيُّ زائِرٍ في المَعْبَدِ .
أمَّا الزواجُ في بلادِ مَا بينَ النَهْرَين فقد كانَ أَشْبَهَ بالبيعِ في المَزَادِ العَلَنِيِّ، يأتِي رجلٌ ومَعَهُ عددٌ مِنَ الفَتَيَاتِ ثمَّ يبدأُ المَزَادُ، فَيَبْدَأُ بِأَجمَلِهِنَّ ثمَّ التي تَلِيْهَا ثمَّ التي تَلِيْهَا وهَكَذا كَلَّمَا رَسَا المَزَادُ على شَخْصٍ كانَ هُوَ الزَوْجُ !!.
يقولُ لُويس فَرانك: إنَّ البَابِلييِّن كانُوا يُقِيْمُونَ كُلَّ عامٍ في المَدينةِ أو القَرْيَةِ سُوْقَاً فيذهَبُ الفِتْيَانُ إليهَا ويَشْتَرُون نِساءً بالمُزَاودةِ في ثَمَنِهِنَّ لإدِاَرةِ البيتِ والقيامِ بِمَا تَتَطلَّبُهُ الحياةُ الزوجيَّةُ .
وكانُوا يَعْتَقِدُونَ أنَّ التي تَتَزَوَّجُ ولا تَحْمِلُ تَكونُ مُصَابَةً بِلَعْنَةِ الآلِهَةِ أو أَنَّ بِهَا مَسَّاً مِنَ الشيطانِ ولذلِكَ فَهِيَ مُحْتَاجَةٌ للرُقَى والطَلاسِمِ، فإذا ظَلَّت عَاقِراً بَعْدَ ذلِكَ فَلا بُدَّ مِن مَوْتِهَا للتَخَلُّصِ مِن لَعْنَتِهَا . كَمَا أنَّ عَقْدَ الزَواجِ الذي لا يُسْفِرُ عَن مَوْلُودٍ خلالَ عَشْرِ سنينَ يُعْتَبَرُ مَفْسُوخَاً !!.
أمَّا الطَلاقُ فَأَمْرُهُ أَعْجَبُ، فَمِن حَقِّ الرجلِ أَنْ يُطَلِّقَ زوجَتَهُ متى أَرَاد، أمَّا المرأةُ فإنَّها إِنْ أَبْدَت رَغْبَةً في الطَلاقِ مِنْ زَوجِهَا فإنَّها تُطْرَحُ في النَهْرِ لِتَغْرَقَ، أو تُطْرَدُ في الشوَارعِ نِصْفَ عَاريَةٍ لِتَتَعَرَّضَ للمَهَانَةِ والفُجُورِ .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق